تؤدي الأقوال والسلوكيات والتصرفات العنجهية إلى السقوط المُروّع للشخص أو لمجموعة الأشخاص العنجهيين ، وذلك بسبب انغماسهم الشديد في تصرفات عدمية تتعارض مع الفطرة الإنسانية السوية .
وإذا كان الشخص العنجهي يعتقد أنه وصل إلى مرحلة من الثقة الأكيدة بالنفس والاعتداد بالذات ، وأنها ستحميه من تقلب الأحوال الإنسانية ، فهو أيضا سيصاب بالدهشة عندما يسقط اليوم أو غدا من برجه العاجي ، وبشكل مروع لم يخطر على باله المشوش ، وذلك بسبب تكلفه المبالغ وخيلاته الحمقاء ، وظنه أنّه لا يوجد شيء أو أمر في الكون يُمكن أن يؤدي به إلى الهاوية ، وبالطبع ، توجد أسباب مختلفة تُفسّرُ عمى المتغطرس وعدم تمكنه من رؤية سقوطه القادم ومن هذه الأسباب بعض ما يلي :
– ترتكز السلوكيات والتصرفات العنجهية على الثقة المبالغة بالنفس رغم عدم توفر أدلة وبراهين منطقية تأكد قدرة العنجهي على تجاوز أي مشكلة صعبة ستواجهه في عالم متغير .
– كلما زَها العنجهي بنفسه وتعاظم ونفش ريشه كلما اجتمع حوله الأقران السيئيون والمعتوهون ، ومن سيُصاحب من خفّت عقولهم لابد له يوما أن يحاكي تصرفاتهم الفاشلة .
– سيصعب على الشخص أو مجموعة الأشخاص العنجهيين فهم طبيعة واقعهم الحياتي ، وستجدهم يعيشون في عالم مزيف تصطنعه عقولهم الخربة والمشوشة ، وسرعان ما سيندثر عالمهم الخيالي ويتحول خلال ثوان أو دقائق إلى أضغاث أحلام وكوابيس مرعبة .
– يعتقد العنجهي أنه أكثر ذكاء وفطنة من الضمير الأخلاقي الكوني ، وسيغيب عنه حقيقة أنّ ما سيزيد عن حده سينقلب دائما وأبدا إلى ضده .
– من يتعجرف ويهين ويصول ويعتدي على القوم سيصولون عليه ولو بعد حين .
– سينسى الناس الكلام الأحمق الذي يُطلقه العنجهي تجاههم ، ولكنهم لن ينسوا إطلاقا كيف جعلهم يشعرون تجاه أنفسهم .
– توجد لذّة غريبة ترافق رؤية السقوط المروع للشخصية العنجهية يشعر بها ضحاياه السابقون ويتعظ بها العقلاء والأسوياء .
– سيحرص الإنسان العاقل على الالتزام بما ستمليه عليه فطرته الإنسانية السوية ، بينما سيحرص العنجهي على استخراج أسوأ ما تمليه عليه شخصيته النرجسية .
– عندما تبدأ تتلاشى أوهام العنجهي تجاه نفسه فهو سيصير إلى العَدَم مجازيا وفعليا، وكأنه لم يَكُنْ .