Psst...

Do you want to get language learning tips and resources every week or two? Join our mailing list to receive new ways to improve your language learning in your inbox!

Join the list

Arabic Audio Request

mariu5
753 Words / 1 Recordings / 4 Comments

في حين تعاني الدول المتقدمة من القلق الشديد إزاء هجرة العمال غير المهرة إليها من دول نامية، وهي هجرة غير شرعية في أغلبها، تبرز مجموعة مختلفة من المخاوف في أفريقيا، وخاصة فيما يتصل بالتدفق القانوني من المواطنين المهرة ــ بل والأهم من ذلك الأشخاص الذين يتمتعون بدرجة عالية من المهارة ــ إلى الدول المتقدمة. ويُعَد هذا التدفق موجة جديدة مدمرة من "هجرة العقول"، حيث تبذل الدول الغنية جهوداً حثيثة لاجتذاب المهارات التي تحتاج إليها من الدول الفقيرة.

ولكن هذا الخوف في غير محله. ففي البداية، يتعين علينا أن نميز بين "الاحتياج" و"الطلب". صحيح أن العديد من الدول الأفريقية تحتاج إلى المهارات، ولكنها غير قادرة على استيعابها، بسبب عوامل عديدة مرتبطة بالتخلف الاقتصادي.

في الهند أثناء خمسينيات وستينيات القرن العشرين ــ وهو الوقت الذي شهد هجرة العديد من المهنيين المحترفين ــ كانت ظروف العمل باعثة على الأسى. فكان البيروقراطيون يقررون ما إذا كان بوسعنا أن نذهب إلى الخارج لحضور المؤتمرات. وكان رؤساء الأقسام يتمتعون بسلطة مفرطة. ولهذا لم يكن من المستغرب أن يرحل العديد منا. وربما نؤمن نحن الهندوس بحياة تمتد إلى ما لانهاية، ولكننا نعمل على تعظيم رفاهتنا في حياتنا هذه، تماماً كما يفعل أي شخص آخر.

فضلاً عن ذلك فإن تقييد حركة الناس، حتى ولو كان في حكم الممكن، لن يفيد بلدانهم إلا قليلا. والعقل ليس مفهوماً جامدا. فالعقل الحبيس في كينشاسا في ظل ظروف مروعة، سوف يستنزف بسرعة أكبر من الوقت الذي قد يستغرقه وصوله إلى نيويورك.

فضلاً عن ذلك فإن حبس الناس في الداخل أمر سهل بالقول وليس بالفعل. ففي العديد من البلدان الفقيرة، باستثناء تلك مثل الهند وكوريا الجنوبية، والتي أقامت الآن مؤسسات تعليمية متفوقة، يتلقى أكثر المواطنين تألقاً تعليمهم في الخارج. والتحدي إذن يتلخص في منعهم من البقاء والاستقرار هناك.

ولكن تقييد الهجرة اليوم يشكل على أية حال انتهاكاً لحقوق الإنسان المنصوص عليها في المعاهدات الدولية الحالية. ولكن هل تعمل القيود المفروضة على الهجرة المستقرة بشكل مخالف، كما تقترح بعض المنظمات المعنية بهجرة العقول في الدول المتقدمة؟

وهنا تفرض المخاوف الخاصة بحقوق الإنسان صعوبات جمة. فهل بوسعنا حقاً أن نقول لطبيبة من غانا إنها لابد وأن تعود إلى بلادها، في حين يُسمَح لطبيب مهاجر من روسيا بالاستقرار وبدء حياة جديدة؟ لا شك أن هذا يتناقض مع مبادئ مناهضة التمييز والأحكام الدستورية في بلدان مثل الولايات المتحدة.

وبوسعنا أن نتوصل إلى الاستجابة المناسبة لخروج العمالة الماهرة من البلدان الفقيرة، وخاصة تلك في أفريقيا، بالبحث في اتجاه مختلف. فنظراً لعدم القدرة على تقييد تدفق العمال المهرة إلى الخارج ــ الذي لا ينبغي تقييده في الواقع ــ يتعين علينا أن نبتكر آليات مؤسسية تمكننا من التعامل مع هذا الأمر بنجاح. وهذا يعني تبني نموذج "الشتات"، وهو ما يعني ضمناً أربعة مقترحات سياسية.

أولا، الكف عن البكاء على حقيقة مفادها أن أهل الشتات لن يعودوا إلى أوطانهم الأصلية، والعمل بدلاً من ذلك تعزيز ولاء المهنيين المستقرين في الخارج، لكي يساعدوا بلدانهم الأصلية على أكثر من نحو. وبالتالي فمن الممكن منحهم حق التصويت. ومن الممكن أيضاً إلغاء القيود المفروضة على الاستثمار وشراء الأراضي. منذ سبعينيات القرن العشرين اقترح بعض الخبراء المهاجرين مثلي العمل على وضع الخطط المناسبة لتمكين الأكاديميين في الشتات من إدارة ورش العمل التي تهدف إلى تنشئة المعلمين وفقاً لأفضل المعايير الدولية.

وثانيا، في حين يتعين دمج أهل الشتات من خلال منحهم المزيد من الحقوق، فيتعين عليهم أيضاً أن يتقبلوا الالتزامات التي تضعهم على قدم المساواة مع هؤلاء الذين ظلوا في الداخل. وكنت قد اقترحت في السبعينيات فرض ضريبة على المواطنين في الخارج. وهذه الضريبة التي عرفت باسم "ضريبة باغواتي" تتبنى "الطريقة الأميركية" بالطبع: ذلك أن مواطني الولايات المتحدة والمقيمين في الخارج بشكل دائم، يتعين عليهم أن يدفعوا ضرائب فيدرالية، مثلهم كمثل المواطنين في الداخل.

وثالثا، لأن المهارات لازمة لكل الأنشطة تقريباً في أغلب بلدان أفريقيا، فيتعين علينا الآن أن نعمل على تنظيم السبل الكفيلة بتزويد هذه البلدان بمثل هذه المهارات. ولأن العديد من مواطني البلدان الغنية يتقاعدون بينما لا يزالون يمتعون بصحة جيدة، ولأن الإيثار يتزايد بالتقدم في العمر، فقد اقترحت منذ فترة طويلة تنظيم فيالق سلام من المواطنين من كبار السن لتقاسم خبراتهم ومهاراتهم مع البلدان التي يفضل المهنيون المدربون فيها الاستقرار في الخارج.

وأخيرا، لابد من استخدام المساعدات الخارجية لتوسيع قاعدة التدريب للأفارقة في كل المجالات الأساسية في دول غنية مثل الولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، وفرنسا، وهولندا. وهذا من شأنه أن يضيف إلى الشتات، في حين تساعد فيالق السلام من كبار السن في تلبية الاحتياجات الحالية. وعندما تنطلق قاطرة التنمية وتتحسن الظروف بالقدر الكافي لإغراء المهاجرين بالعودة إلى أوطانهم الأصلية، فسوف يعود أهل الشتات حقا، كما حدث في الهند، وكوريا الجنوبية، والصين.

إن هذه السياسات مجتمعة من شأنها أن تفيد أفريقيا سواء بشكل مباشر أو في الأمد البعيد. أما المبالغات العاطفية في الإعراب عن القلق، والمحاولات الحمقاء لتقييد حق الناس في الحركة، فلن تفيدها بأي حال من الأحوال

Recordings

Comments

iliassintino
Nov. 10, 2014

Hi, I am sorry for some errors, also there are a few errors in the text itself, as "rafahiya", spelled "رفاهتنا " in the text. The text is a bit long, so it was a one shot. Thank you and my apologies.

mariu5
Nov. 13, 2014

Thanks! I'd like to be friends, if you don't mind!

iliassintino
Nov. 14, 2014

You're welcome, that would be my pleasure =)

iliassintino
Nov. 14, 2014

You're welcome, that would be my pleasure =)