في رسالتك الأخيرة ( كم طويلًا توقفت بلا حراك عند تلك الكلمة ، متمنيًا لو كنت هنا ! ) هناك جملة جلية تمامًا بالنسبة لي من كل ناحية ، هذا لم يحصل منذ وقت طويل . تتعلق بالمخاوف التي تشعرين بها حول مقاسمتك الحياة إياي . أنت لا تظنين - أو ربما أنت تتساءلين فحسب ، أو ربما أنك ترغبين فحسب بسماع آرائي حوله – فيما إذا كنت ستجدين بداخلي الدعم الحي الذي تحتاجينه بلا شك . ليس هناك شيء أستطيع قوله في الحال حول ذلك . أنا ربما أيضًا متعب جدًا في هذه اللحظة ( كان علي أن أنتظر برقيتك حتى الخامسة مساءً لماذا ؟ وأكثر من ذلك ، بعكس ما وعدتِ ، كان عليَّ انتظار رسالتك أربع وعشرون ساعة لماذا ؟ ) وبعيدًا عن تعبي أنا سعيد جدًا برسالتك .
لقد تأخر الوقت مساءً . لن أكون قادرًا على الكتابة عن أكثر الأمور أهمية اليوم . المعلومات الدقيقة التي ترغبين بمعرفتها عني ، لا يمكنني منحك إياها ، يمكنني أن أعطيك إياها ، على كل حال ، فقط عندما أجري خلفك في التيرجارتين ، أنت دائمًا عند نقطة الزوال تمامًا ، وأنا عند نقطة إنهاك نفسي بنفسي ، فقط عندما يصل ذُلّي ، إلى حد أكثر عمقًا من أي كلب ، سأكون قادرًا على فعل ذلك . عندما تطرحين هذا السؤال الآن يمكنني فقط القول : أحبك .، بأقصى قوتي ، في هذا الصدد يمكنك أن تثقي بي تمامًا .
لكن بالنسبة للبقية ، لا أعرف نفسي تمامًا . مفاجآت وخيبات من حولي تتبع بعضها بعضًا في متوالية لا نهائية . ما أتمناه هو أن هذه المفاجآت والخيبات ستكون لي وحدي ، سأستعمل كامل قوتي كي لا أرى شيئًا سوى السرور ، لن تمسَّك سوى مفاجآتي الأكثر إمتاعًا من طبيعتي ، يمكنني أن أجزم بهذا ، لكن ما لا يمكنني أن أجزم به فيما إذا كنت سأنجح دومًا . كيف يمكنني أن أجزم بذلك في ضوء الارتباك المحير في رسائلي التي تلقيتها مني طوال هذا الوقت ؟ لم نكن سوية لوقت طويل ، هذه حقيقة ، لكن حتى لو كنا قد قضينا وقتًا طويلًا معًا ، لكنت طلبت منك ( لأن ذلك سيكون مستحيلًا حينها ) أن تحكمي علي من خلال رسائلي وليس من خلال تجربتك الشخصية . الإمكانيات الكامنة في رسائلي هي كامنة في داخلي على حد سواء ، السيء منها كما الجيد ، التجربة الشخصية تسرق واحدة من وجهات النظر ، وفي حالتي الخاصة هذا خسارة لي .
علاوة على ذلك ، أنا أؤمن بأن خبرتي القليلة تلك ، هذه التقلبات في طبيعتي ، مرة سعيد ، ومرة غير سعيد ، لا يلزم أن تكون بأي شكل حاسمة بالنسبة لسعادتك المستقبلية معي ، ليس من اللازم أن تكوني عرضة مباشرة لآثارها . أنت لا تعتمدين على الآخرين .، ربما تتشوقين لذلك ، أو بالأحرى أنك بالتأكيد تتوقين للارتباط ، لكنك بالتأكيد لن تستسلمي بسهولة لذلك النوع من التوق . لا يمكنك فعل ذلك .
بالنسبة لسؤالك الأخير ، بأية حال ، فيما إذا كان ممكنًا بالنسبة لي أن أقبلك كما لو أن شيئًا لم يحدث ، يمكنني القول فقط بأن هذا ليس ممكنًا . لكن الممكن ، وفي الواقع ، الضروري ، بالنسبة لي أن أقبلك بالرغم من كل ما جرى ، و أبقى لكِ إلى حد الهذيان .