لكن حين لا تكون للحضارة قد تخطت المرحلة التي لا سبيل فيها إلى تلبية مطالب شطر من المشاركين فيها إلا باضطهاد الآخرين ، وربما الغالبية ، وهذا هو شأن جميع الحضارات اليوم ، فإننا نستطيع أن نفهم أن يتفجر قلب المضطهدين عن عداء حاد ومتعاظم للحضارة التي ما كانت لترى النور لولا كدهم وكدحهم ، والتي لا يعود إليهم مع ذلك من مواردها سوى حصة ضئيلة للغاية . ولا يسعنا في هذه الحال أن نتوقع وجود استبطان لدى هؤلاء المضطهدين للنواهي الثقافية .