ويقال إن حكاية المثل “عنزة ولو طارت” هي أن صديقين حميمين ومقربين من بعضهما بعضا يتجادلان حول الشيء الأسود الملتف على أغصان شجرة عالية ، والشجرة بعيدة ولا تكاد تظهر ، فقال أحدهم وهو أشد واحد إبصارًا “ هذا غراب ” ، ولكن صديقه رد عليه منكرًا “ مستحيل ” هذه عنز .
واشتد الجدال بينهما ، وتدخل الناس الذين أكدوا أن الشيء هو غراب ، وواصل الصديق عناده على الرغم من طيران الغراب وظهوره للجميع على أنه غراب ، ولكنه أصر على رأيه وقال “ إنها عنزة ولو طارت ” .
وفي وجه آخر للمثل وقصة أخرى، يقال إن رجلا مسلوب الإرادة من امرأته ، وطلبت منه ذات يوم أن يبيع بطة من بطاته على أنها عنزة ، وبالفعل عرض البطة للبيع على أنها عنزة .
وهنا، ضحك منه الرجال والنساء الموجودون ، وبقي الرجل مُصرا على أن ما يعرضه للبيع هي عنزة وليست بطة ، ولذلك تقدم منه رجل حكيم وحمل البطة وتركها تطير فطارت أمام الجميع ، ولكن الزوج بقي معاندًا كذلك ، وقال “ إنها عنزة ولو طارت ” .
ومن هذه القصص للمثل، أصبح الناس يضربون هذا المثل للدلالة على العناد والتمسك بالرأي على الرغم من وضوح الحقيقة .