لقد مرَّ آباؤنا مثل هذه المحنة ، ثم خرجوا منها موفورين بعدما أصلح شأنهم ، واصطلحوا مع الله ، فهل نتأسى بهم ؟ إن الحق لا يزري به أن تمر به أيام عجاف ، ولا يضيع جوهره ، لأن عللا عارضة مرت بأهله . والباطل لا يمسي حقا لأن دورة من أدوار الزمن منحته القوة وأقامت له دولة ، ولم تتحول جرائم فرعون إلى فضائل ، لأن ملك سلطة الأمر والنهي استطاع تذبيح الأبناء واستحياء النساء . ونحن نزن الجماهير والقادة جميعا بمدى اقترابهم من الحق وابتعادهم عن الباطل .