ومع ذلك حين أعول سكّير كان مقودًا ( لا ندري إلى أين ولا لماذا ) في عربة كبيرة يجرها حصان قوي ، حين أعول هذا السكير على حين فجأة قائلًا بصوت مجلجل وهو يومئ إليه بيده : « هيه ، أنت يا صاحب القبعة الألمانية ! » ، فإن الشاب توقف بغتة ، وقبض على قبعته بحركة عصبية . هي قبعة عالية مشتراة من عند تسيمرمان لكنها قد اهترأت اهتراء تامًا ، واحمرّ لونها ، وغشيتها البقع وثقبتها الثقوب وزالت حافتها وانطوى أحد طرفيها حتى صار زاوية بشعة كريهة . على أن الشاب لم يشعر بخجل ، وإنما استولت عليه عاطفة أخرى تشبه الهلع .