نشبت في الشهور الاخيرة معركة في مصر حول قواعد اللغة العربية، فقد اصدر احد المفكرين كتابا بعنوان: تحيا اللغة العربية ويسقط سيبويه.. طالب فيه بتغيير قواعد اللغة العربية والغاء ألف التثنية وواو الجماعة ونون النسوة وغيرها.. وقال: إن العربية وجدت قبل نزول القرآن، فهي منتج بشري وليس منزلا وبهذا فهي قابلة للتعديل والتطوير.
وقد تصدى الكثيرون لهذا المؤلف وقالوا الكثير. وفي رأيي ان حجة واحدة تكفي لهدم هذه الدعوة، هي أن القرآن ما دام قد نزل على الرسول صلى الله عليه وسلم باللغة العربية فقد اكتسبت اللغة العربية قداستها، ولم يعد لاحد ان يقوم بتعديلها او تغيير قواعدها، وإلا فكيف يمكننا قراءة القرآن وكتابته بعد ذلك. واذا تعلم ابناؤنا اللغة كما يريدها المؤلف فستكون لغة القرآن غريبة عليهم. ان عددا كبيرا من الشرائع كانت موجودة قبل الاسلام، لكن في صورة مشوهة وجاء الاسلام فأقام اركانها وضبط قواعدها كالصوم والحج والصلاة وغيرها.
والمعروف ان القرآن نزل على الرسول صلى الله عليه وسلم بلسان عربي مبين. وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يقرأه كما انزل عليه، ثم يقرأه على الصحابة فيحفظونه كما سمعوه. فلما اتسعت الفتوح الاسلامية ودخلت شعوب مختلفة الى الاسلام اختلطت اللغة وبدأ اللحن في الكلام العربي، فأمر الحجاج بن يوسف بتشكيل القرآن خوفا من اللحن، فالحجاج اذن هو اول من أمر بتشكيل القرآن ونقطه. وهناك اقوال اخرى، ان اول من قام بتشكيل القرآن ونقطه هو ابو الاسود الدؤلي بأمر من عبد الملك بن مروان. والامام السيوطي له رواية تقول: ان من الذين اشتركوا في نقط المصحف وتشكيله الحسن البصري ويحيى بن يعمر.
قال تعالى في محكم التنزيل: «إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون». وسيبقى محفوظا بإذنه تعالى.
وتحيا اللغة العربية ويحيا سيبويه.. ويسقط المؤلف.
شكراً جزيلاً يا yourperfectguide ،
هذا تسجيل عظيم