Psst...

Do you want to get language learning tips and resources every week or two? Join our mailing list to receive new ways to improve your language learning in your inbox!

Join the list

Arabic Audio Request

don_ghh
271 Words / 1 Recordings / 0 Comments

جمال المرأة كان ولا يزال وسيبقى ملهم الشعراء ، ومهوى أفئدتهم ، وغذاء عيونهم ، فنراهم يقفون عند المرأة يصفون جسدها، ولا يكادون يتركون شيئا فيها دون وصف إذ يتعرضون لجبينها وخدها وعنقها وصدرها وعينها وفمها وعفتها ، وقد يتعرضون لبعض مغامراتهم العاطفية معها . وقد أبدع الشعراء في تصوير حبهم للمرأة ، فأكثروا الحديث عن الدموع التي ذرفوها ، وعن ذكرياتهم مع الحبيبات ، وعن طيفهن وما يثيره في أنفسهم من تباريح الحب ، ولواعج العشق ، وصبابات الهوى . وقد كانوا كثيرا يصفون ظعن الحبيبة وهي راحلة عنهم ، لا بل ويتتبعون سيرها ، ويراقبون ما تصنع هي وصويحباتها في قلوب الرجال وهن يظهرن بكلة ويسدلن أخرى ، ويرسلن براقعهن على وجوههن ، وذوائبهن على ظهروهن . وقد كثر الحب في الأدب العربي منذ الجاهلية إلى اليوم كثرة مفرطة ، وحتى في أغراض الشعر الأخرى ، مديحا وغير مديح ، يقدم الشعراء لقصائدهم فيها أبياتا من الغزل أو النسيب جذبا للأسماع ، وكذلك لا نغلو إذا قلنا أن النسيب والغزل والحب يكاد يكون الغرض الأساسي للشعر العربي ، وهو أمر طبيعي ، لأنه يتناول عاطفة الحب الإنسانية الخالدة بجميع أحاسيسها مشاعرها وانفعالاتها وانعكاساتها على حياة الشاعر المحب أو العاشق منذ تستهويه امرأة فيقع فريسة لحبها، وتملأ قلبه وجداً وشوقاً إلى رؤيتها ، وقد تعرف منه هذا الحب ، فتلقاه أو تنظر إليه ، أو تومئ إليه إيماءة فيزداد ولعا بها وغراما ، وقد تتدلل عليه وتمتنع ، وقد تنأى عنه وتهجره فتضطرم بين جوانحه نار شوق لا تخمد ، وعبثا يتذلل لها ويستعطف ويتضرع ، ومع ذلك لا يذوى الأمل في نفسه بلقائها أبدا ، فهو دائما مؤمل في اللقاء بعد الهجران وعلى الأقل في الرؤية بعد الحرمان .‏

Recordings

  • الجواهر في المرأة والحب والغزل 01 ( recorded by yourperfectguide ), standard

    Download Unlock
    Corrected Text
    more↓

    جمال المرأة كان ولا يزال وسيبقى ملهم الشعراء ، ومهوى أفئدتهم ، وغذاء عيونهم ، فنراهم يقفون عند المرأة يصفون جسدها، ولا يكادون يتركون شيئا فيها دون وصف إذ يتعرضون لجبينها وخدها وعنقها وصدرها وعينها وفمها وعفتها ، وقد يتعرضون لبعض مغامراتهم العاطفية معها . وقد أبدع الشعراء في تصوير حبهم للمرأة ، فأكثروا الحديث عن الدموع التي ذرفوها ، وعن ذكرياتهم مع الحبيبات ، وعن طيفهن وما يثيره في أنفسهم من تباريح الحب ، ولواعج العشق ، وصبابات الهوى . وقد كانوا كثيرا يصفون ظعن الحبيبة وهي راحلة عنهم ، لا بل ويتتبعون سيرها ، ويراقبون ما تصنع هي وصويحباتها في قلوب الرجال وهن يظهرن بكلة ويسدلن أخرى ، ويرسلن براقعهن على وجوههن ، وذوائبهن على ظهروهن . وقد كثر الحب في الأدب العربي منذ الجاهلية إلى اليوم كثرة مفرطة ، وحتى في أغراض الشعر الأخرى ، مديحا وغير مديح ، يقدم الشعراء لقصائدهم فيها أبياتا من الغزل أو النسيب جذبا للأسماع ، وكذلك لا نغلو إذا قلنا أن النسيب والغزل والحب يكاد يكون الغرض الأساسي للشعر العربي ، وهو أمر طبيعي ، لأنه يتناول عاطفة الحب الإنسانية الخالدة بجميع أحاسيسها مشاعرها وانفعالاتها وانعكاساتها على حياة الشاعر المحب أو العاشق منذ تستهويه امرأة فيقع فريسة لحبها، وتملأ قلبه وجداً وشوقاً إلى رؤيتها ، وقد تعرف منه هذا الحب ، فتلقاه أو تنظر إليه ، أو تومئ إليه إيماءة فيزداد ولعا بها وغراما ، وقد تتدلل عليه وتمتنع ، وقد تنأى عنه وتهجره فتضطرم بين جوانحه نار شوق لا تخمد ، وعبثا يتذلل لها ويستعطف ويتضرع ، ومع ذلك لا يذوي الأمل في نفسه بلقائها أبدا ، فهو دائما مؤمل في اللقاء بعد الهجران وعلى الأقل في الرؤية بعد الحرمان .‏

Comments