لماذا أكون بالمناسبة كائنًا بشريًا في الوقت الذي أتحمل فيه كل عذابات هذا الوضع بالغ الاضطراب الذي أرزخ فيه تحت هذه المسؤولية المرهقة ؟ لماذا لا أكون ذلك الدولاب السعيد في حجرتكِ ، ذلك الدولاب الذي يتطلع إليكِ مباشرة عندما تجلسين في المقعد ذي المسائد أو عندما تجلسين إلى مكتبك أو عندما تستلقين أو تأوين إلى النوم نومًا هنيئًا . لماذا لا أكون ذلك الدولاب ؟
ولكن هذه السنة الأخيرة الشاقة من حياتي ، تعود إلى ذاكرتي رغم إرادتي بغير انقطاع ، وأحب الآن أن أسجل كل شيء ، ولولا أنني خلقت لنفسي هذا الشاغل ، لمتّ ضجرًا وسآمةً فيما أعتقد ... إن تلك المشاعر الماضية تقلقني إلى حد العذاب ، العذاب الكاوي ، فإذا جرى بها قلمي على الورق ، ترتبت وتطامنت وأصبحت أقل شبهًا بالهذيان منها الآن ، وإن للكتابة نفسها قيمتها ، فهي تهدّئني وتقع بردًا وسلامًا على قلبي ، وتوقظ عاداتي القديمة ، عادات الكاتب ، وتوجّه ذكرياتي وأحلامي نحو العمل . نحو الفعل ... أجل ، إنها لفكرة حسنة هذه الفكرة ... ثم إنني أستطيع أن أورّث هذه الأوراق للخادم ، إنه على الأقل سيلصقها حول النوافذ حين يضع أطر الشتاء
ظهرت في عام 2016 الكثير من الأحداث الثقافية والعلمية ، لكن واحد من أكبر التحولات الثقافية كان ظهور الأخبار المزيفة والتي لا تستند إلى أيّ أدلة ( كالإدعاء مثلًا بأن الأرض مسطحة ) ، وفي الكثير من الأحيان كانت تلك الأخبار تنشر على أنها حقيقة ، مثلها مثل النتائج المدعمة بالأدلة والمتفق عليها من قبل الباحثين ( كحقيقة أن التغير المناخي يحدث )
كان يبذل قصارى جهده لبلوغ غاياته . غالبًا ما كان يبلغها . لا ليثبت للغير أنه قادر على ذلك ، كما يفعل معظم الناس إن لم يكن جميعهم ، بل ليلمس تفاهة الغايات كلها . ليؤكد ويتأكد أن لا شيء في هذا الخراب يستحقّ أن يُلتفتَ إليه . أن لا شيء في هذا العالم العبثي يستحق الكفاح .
والآن، في سن الـ75، لازال يبحث ، ويُدرس ، ويُلهم العالم بإرادة أخّاذة . ويقول أنه عند تشخصيه بالمرض تضاءلت احتمالات نجاته إلى الصّفر . ومنذ ذالك الوقت وهو يعتبر كلّ ثانية من حياته بمثابة هدية .
ويقول إنه عند تشخيص مرضه