أدوات مثل تويتر وفيسبوك تمنح حق الكلام لفيالق من الحمقى ، ممن كانوا يتكلمون في البارات فقط بعد تناول كأس من النبيذ ، دون أن يتسببوا بأي ضرر للمجتمع ، وكان يتم إسكاتهم فورًا . أما الآن فلهم الحق بالكلام مثلهم مثل من يحمل جائزة نوبل . إنه غزو البلهاء
من أجل إنقاذ النص على القارئ أن يتخيل أن كل سطر يخفي دلالة خفية . فعوض أن تقول الكلمات فإنها تخفي ما لا تقول . إن مجد القارئ يكمن في اكتشاف أن بإمكان النصوص أن تقول كل شيء باستثناء ما يود الكاتب التدليل عليه . في اللحظة التي يتم الكشف عن دلالة ما ندرك أنها ليست الدلالة الجيدة الدلالة الجيدة ستأتي بعد ذلك . إن الأغبياء هم الذين ينهون التأويل قائلين : لقد فهمنا . إن القارئ الحقيقي هو الذي يفهم أن سر النص يكمن في عدمه
هناك خزانة اجتماعية لدى كل قارئ يتم الاحتكام إليها خلال القراءة والتفسير ، وهي لا تقتصر على لغة ما بوصفها قواعد نحوية ، وإنما يشتمل على الموسوعة الكاملة التي حققتها أداءات هذه اللغة ، ويطلق عليها التقاليد الثقافية والتي أنتجتها هذه اللغة وتاريخ التفسيرات السابقة لعديد من النصوص ؛ مستوعبة النص الذي يعمل القارئ على قراءته
ماهو الحب ؟ لا شيء في العالم ، لا إنسان و لا شيطان و لا أي شيء أخر اعتبره أدعى للارتياب من الحب ، إذ أنه يلج الروح أكثر من أي شيء أخر. لا يوجد أي شيء يشغل و يقيد القلب كالحب . و لذا عندما تنعدم الأسلحة التي تقاومه ، تهوي الروح من أجل الحب في مهلكة عظيمة
تلك الدعوة التي كانت روحي كلها تنادي بها إلى نسيان كل شيء في الطوبى . كانت بالتأكيد إشعاع الشمس الأزلية ، والحبور الذي ينشأ منه ، يفتح ، ويبسط ، ويعظم الإنسان . والحلق الفاغر الذي يحمله الإنسان في نفسه لن ينغلق بسهولة , إنه الجرح الذي فتحه سيف الحب ، وليس هناك شيء على الأرض أعذب و لا أرهب , ولكن تلك هي سنة الشمس ، إنها ترمي الجريح بأشعتها , فتنفتح كل الجروح وينفتح الإنسان ويتمدد ، وعروقه نفسها تنفتح ، ولا تعود قواه بوسعها أن تنفذ الأوامر التي تتلقاها ولكن تحركها الرغبة فقط . وتحترق النفس الهاوية في هوة ما تلمسه الآن ، وهي ترى رغبتها وحقيقتها قد تجاوزهما الواقع الذي عاشته والذي تعيشه وتشاهد مذهولة ذوبانها