أنت الآن هادئ ، لقد نسيت عدوك . أما هو فيسهر ويترقب . ومع ذلك عليك أن تكون مستعدا عندما يهجم . سوف تنتصر عليه لأن الضعف تمكن منه بسبب ذلك الهدر الهائل للطاقة، أي الحقد
لا جدوى من تخليك عن هذا المعتقد الديني أو ذاك المعتقد السياسي ، سوف تحافظ على التصلب والتعصب اللذين دفعا بك إلى تبنِّيه ، سوف تظل حانقًا دومًا ، لكنّ غضبك سوف يكون موجها ضد المعتقد المتروك ؛ أما التعصب فإنه يظل ملتحما بجوهرك ، وسوف يبقى ، بصرف النظر عن القناعات التي تستطيع الدفاع عنها أو رفضها . العمق هو عمقك ، جوهرك ، سوف يبقى هو ذاته ، ولن تستطيع تحويره بمجرد تغيير آرائك
يا للحظّ الذي يتمتع به الروائي أو المؤلف المسرحي في التعبير متنكرا ، وفي التخلص من صراعاته ، وأكثر من ذلك ، في التخلص من كل أولئك الشخوص الذين يتعاركون داخله ! الأمر مختلف بالنسبة للباحث فهو محصور في جنس جاحد لا يسقط فيه تعارضاته الخاصة إلا عبر مناقضة نفسه في كل مرة
في لغة أخرى مستعارة ( غير اللغة الأم ) نكون واعين بالكلمات . فهي لا تكون موجودة فيك بل خارجك . هذا البون بينك وبين وسيلتك للتعبير يفسر صعوبة ، بل استحالة ، أن يكون المرء شاعرًا في غير لغته . كيف عساك تستخلص جوهر كلمات ليست متجذرة فيك ؟ إن القادم الجديد يعيش على سطح الكلمة ، ولا يمكنه ، في لغة تعلمها متأخرًا ، أن يترجم ذلك الاحتضار الباطني الذي ينبجس منه الشعر
ثيولوجيا مختصرة ؟ كيف لا نؤاخذ صاحبها حين نتأمل هذه الخليقة غير المتقنة ، بل كيف نظنه بارعًا أو حتى ماهرًا ؟ أي رب آخر كان حريًا بإظهار قدر أكبر من الكفاءة أو التوازن : حيثما ولينا الوجه لا نرى إلا أخطاء وفسادًا . يستحيل علينا أن نغفر له لكن يستحيل علينا أيضًا أن لا نفهمه . ونحن نفهمه بكل ما هو فينا شذرات ، وغير مكتمل ، وسيء الولادة